المقدمة
العبارة المفتاحية: إقالة تساحي هنغبي
أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، في خطوة وُصفت بأنها استمرار لنهج إبعاد المسؤولين الذين يعارضون سياساته داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، بحسب تقرير نشرته قناة N12 للصحفية دانا فايس.
خلافات متراكمة وانفجار سياسي متوقّع
وأشارت القناة إلى أن إقالة تساحي هنغبي لم تكن مفاجِئة، إذ بدأت الخلافات بينه وبين نتنياهو منذ أغسطس الماضي، عندما عبّر هنغبي علنًا عن موقف مخالف لرئيس الحكومة ووقف إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية، وهو موقف نادر داخل الدائرة المقربة من نتنياهو.
كما أبدى هنغبي معارضته للهجوم الإعلامي والسياسي على قطر، ووقف مرارًا إلى جانب قادة المؤسسة الأمنية، وهو ما زاد من رغبة رئيس الوزراء في إبعاده عن موقعه.
ضغوط للاستقالة انتهت بالإقالة الرسمية
ذكرت فايس أن محيط نتنياهو حاول دفع هنغبي إلى الاستقالة الطوعية عبر تلميحات متكررة، وسط شائعات عن احتمال مغادرته المنصب لأسباب شخصية.
لكن هنغبي أكد حينها أنه باقٍ في موقعه، قائلاً: “ليست لدي مشكلة في العمل مع نتنياهو رغم الخلافات في الرأي.”
غير أن هذه الخلافات انتهت أمس بإقالته رسميًا من منصبه في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
إقالات متكررة داخل المؤسسة الأمنية
وأوضحت القناة أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة تغييرات أجراها نتنياهو في العامين الأخيرين، طالت شخصيات أمنية بارزة، من بينها:
- يوآف غالانت، الذي أُقيل من وزارة الدفاع وحلّ مكانه يسرائيل كاتس.
- الجنرال هرتسي هليفي، الذي استُبدل برئيس الأركان الجديد إيال زامير.
- تعيين دافيد زيني رئيسًا لجهاز “الشاباك”، وهو تعيين وُصف بأنه مثير للجدل وشخصي الطابع.
ويُظهر هذا النمط، بحسب التقرير، أن نتنياهو يسعى إلى إحكام سيطرته على القرارات الأمنية والسياسية، عبر إبعاد الأصوات المخالفة داخل الأجهزة الرسمية.
تآكل آلية اتخاذ القرار
تُشير فايس إلى أن نتنياهو أغلق عمليًا أي إمكانية لوجود عملية مؤسساتية منظمة لاتخاذ القرار الأمني والسياسي، حيث أصبح المطلوب من كبار الضباط والمسؤولين تنفيذ الأوامر فقط، من دون طرح وجهات نظر مغايرة.
وأضاف التقرير أن حتى رئيس الأركان الإسرائيلي يتعرض لهجمات متكررة بسبب تمسكه بمواقفه المهنية، خاصة في القضايا المرتبطة بالعلاقات مع قطر وإدارة الملف الأمني في غزة.
إقرأ أيضا:حماس تتهم الاحتلال بعرقلة جهود البحث عن جثامين جنوده في غزةنتنياهو في القمة بلا معارضة داخلية
بحسب المقال، فإن نتنياهو بات اليوم من قلة قليلة من المسؤولين الذين ما زالوا في مواقعهم منذ أحداث السابع من أكتوبر، ما يمنحه قدرة شبه مطلقة على اتخاذ القرارات دون معارضة مؤسسية.
وتختم فايس بالقول إن السؤال المطروح الآن هو: ما الرسالة التي توجهها هذه الإقالة إلى أصحاب المناصب الباقين في الحكومة والمؤسسات الأمنية؟
هل سيواصلون التعبير عن آرائهم المهنية بحرية، أم أنهم سيتجنّبون ذلك خشية الإبعاد من مناصبهم؟
