مقدمة
يستيقظ البعض فجراً لبدء يومهم بالتمارين معتقدين أنها أفضل وقت للحرق والطاقة، بينما يفضّل آخرون التدريب مساءً بعد انتهاء العمل.
لكن السؤال الأهم: هل الصباح فعلاً هو الوقت المثالي للتمارين؟
العلم الحديث قدّم إجابة دقيقة تُغيّر الفكرة التقليدية تمامًا، فالأمر لا يتعلّق بالوقت فقط، بل بكيمياء جسمك ونمط حياتك.
1. الصباح يمنح دفعة هرمونية قوية
في الساعات الأولى من النهار، يكون مستوى الكورتيزول (هرمون النشاط) في أعلى حالاته، مما يجعل الجسم أكثر يقظة واستعدادًا للحركة.
كما تكون معدلات التستوستيرون مرتفعة لدى الرجال، وهو ما يساعد في بناء العضلات وزيادة التركيز أثناء التمرين.
لهذا يشعر الكثيرون أن تمارين الصباح تمنحهم طاقة وحيوية لبقية اليوم.
2. فوائد التمرين الصباحي
- يرفع معدل الحرق طوال اليوم بفضل تسارع الأيض بعد التمرين.
- يحسّن المزاج عبر إفراز الإندورفين مبكرًا، فيخفّف التوتر والقلق.
- يساعد على الانتظام، لأن احتمال تأجيل التمرين في الصباح أقل منه مساءً.
- ينظّم الساعة البيولوجية ويُحسّن جودة النوم ليلًا.
لكن الفائدة الحقيقية تظهر فقط إذا نُفّذ التمرين بطريقة صحيحة مع نومٍ كافٍ وتغذية مناسبة.
إقرأ أيضا:أخطاء شائعة في التمارين قد تدمّر نتائجك دون أن تشعر3. الجانب الآخر: تمارين المساء ليست سيئة
الأبحاث الحديثة تُظهر أن الجسم يكون أكثر مرونة ودفئًا في المساء، مما يقلل خطر الإصابات.
كما تكون الرئتان في أفضل حالاتهما، والقوة العضلية تبلغ ذروتها بين الساعة 4–7 مساءً.
لذلك من يرغب في رفع الأثقال أو تحسين الأداء الرياضي، قد يجد المساء وقتًا مثاليًا له.
4. ما الفرق في فقدان الوزن؟
دراسة من جامعة كوبنهاغن وجدت أن ممارسة التمارين صباحًا تحفّز الجسم لحرق الدهون بسرعة أكبر،
بينما تمارين المساء تحسّن استخدام الجلوكوز وتساعد على بناء العضلات.
بمعنى آخر:
- الصباح أفضل لحرق الدهون.
- المساء أفضل لتقوية الجسم وزيادة الكتلة العضلية.
والخيار يعتمد على هدفك من التمرين.
5. التمارين في الصباح الباكر والمعدة الفارغة
التمارين على معدة فارغة تُعرف باسم fasted workout.
العلم يوضح أنها تساعد على حرق الدهون المتراكمة، لكن لا تناسب الجميع.
إن شعرت بالدوار أو التعب، تناول وجبة خفيفة قبل التمرين مثل موزة أو كوب شوفان صغير.
الهدف هو التوازن، لا المبالغة في الحرمان.
6. متى يكون التمرين غير مناسب؟
إذا كنت تنام أقل من 6 ساعات، فممارسة الرياضة في الصباح قد تزيد الإرهاق بدل النشاط.
في هذه الحالة، يُفضَّل التدريب بعد الظهر أو المساء حين يكون الجسم أكثر يقظة.
النوم الكافي أهم من الالتزام بوقت “مثالي” نظريًا.
7. الخلاصة العلمية
العلم لا يقول إن الصباح أفضل للجميع، بل إن أفضل وقت للتمرين هو الوقت الذي تستطيع الالتزام به باستمرار.
سواءً صباحًا أو مساءً، الأهم أن تكون مرتاحًا جسديًا، متغذيًا جيدًا، ومهيّأ نفسيًا.
الاستمرارية هي السر الحقيقي وراء اللياقة، لا الساعة التي تبدأ فيها.
الخاتمة
التمرين في الصباح يمنح طاقةً ووضوحًا للعقل، بينما المساء يوفّر أداءً أقوى للجسم.
اختر الوقت الذي يناسبك أنت، لا ما يناسب الآخرين.
فجسمك هو مدرّبك الحقيقي، يعرف متى يكون في أفضل حالاته — فقط أصغِ له.